الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَزُخۡرُفٗاۚ وَإِن كُلُّ ذَٰلِكَ لَمَّا مَتَٰعُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۚ وَٱلۡأٓخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلۡمُتَّقِينَ} (35)

قوله : { وَزُخْرُفاً } : يجوز أَنْ يكونَ منصوباً ب جَعَلَ أي : وجَعَلْنا لهم زخرفا . وجوَّز الزمخشري أن ينتصبَ عطفاً على محلِّ " مِنْ فضة " كأنه قيل : سُقُفاً من فضةٍ وذَهَبٍ أي : بعضُها كذا ، وبعضها كذا .

وقد تقدَّم الخلافُ في " لَمَّا " تخفيفاً وتشديداً في سورة هود ، وقرأ أبو رجاء وأبو حيوةَ " لِما " بكسر اللام على أنها لامُ العلةِ دَخَلَتْ على " ما " الموصولة وحُذِفَ عائدُها ، وإنْ لم تَطُل الصلةُ . والأصل : الذي هو متاعٌ كقولِه : { تَمَاماً عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ } [ الأنعام : 154 ] برفع النون . و " إنْ " هي المخففةُ من الثقيلة ، و " كل " مبتدأ ، والجارُّ بعده خبرُه أي : وإن كل ما تقدَّم ذِكْرُه كائن للذي هو متاعُ الحياة ، وكان الوجهُ أن تدخُلَ اللامُ الفارقة لعدم إعمالِها ، إلاَّ أنَّها لما دَلَّ الدليلُ على الإِثباتِ جاز حَذْفُها كما حَذَفها الشاعرُ في قوله :

3992 أنا ابنُ أباةِ الضَّيْم مِنْ آلِ مالكٍ *** وإنْ مالكٌ كانَتْ كرامَ المعادنِ