الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَلَوۡ نَشَآءُ لَأَرَيۡنَٰكَهُمۡ فَلَعَرَفۡتَهُم بِسِيمَٰهُمۡۚ وَلَتَعۡرِفَنَّهُمۡ فِي لَحۡنِ ٱلۡقَوۡلِۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ أَعۡمَٰلَكُمۡ} (30)

قوله : { لأَرَيْنَاكَهُمْ } : مِنْ رؤيةِ البصرِ . وجاء على الأفصح من اتصالِ الضميرَيْن ، ولو جاء على : أَرَيْناك إياهم جازَ .

قوله : " فَلَعَرَفْتَهُمْ " عطفٌ على جوابِ لو . وقوله : " ولَتَعْرِفَنَّهم " جواب قسمٍ محذوفٍ .

قوله : { فِي لَحْنِ الْقَوْلِ } اللحن يُقال باعتبارَيْن ، أحدُهما : الكنايةُ بالكلامِ حتى لا يفهمَه غيرُ مخاطبَكِ . ومنه قولُ القَتَّالِ الكلابي في حكاية له :

4075 ولقد وَحَيْتُ لكم لكيما تَفْهموا *** ولَحَنْتُ لَحْناً ليس بالمُرْتابِ

وقال آخرُ :

4076 منطِقٌ صائبٌ وتَلْحَنُ أَحْيا *** ناً وخيرُ الحديثِ ما كان لَحْناً

واللَّحْنُ : صَرْفُ الكلامِ من الإِعراب إلى الخطأ . وقيل : يجمعُه هو والأولَ صَرْفُ الكلامِ عن وجهِه ، يقال من الأول : لَحَنْتُ بفتح الحاء أَلْحَنُ له فأنا لاحِنٌ ، وألحنتُه الكلامَ : أفهمتُه إياه فلَحِنَه بالكسر أي : فَهمه فهو لاحِنٌ . ويُقال من الثاني : لَحِن بالكسر إذا لم يُعْرِبْ فهو لَحِنٌ .