قوله تعالى : { فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ } : " هنالك يجوز أن يكونَ مكاناً ، أي : غُلبوا في المكان الذي وَقَع فيه سحرهم ، وهذا هو الظاهر . قيل : ويجوز أن يكونَ زماناً ، وهذا ليس أصلَه ، وقد أثبت له بعضهم هذا المعنى بقولِه تعالى : { هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ } [ الأحزاب : 11 ] وبقول الآخر :
. . . . . . . . . . . . . . . . . . *** فهناك يَعْترفون أين المَفْزَعُ
ولا حُجَّةَ فيهما ؛ لأن المكان فيهما واضح .
قوله : { صَاغِرِينَ } حالٌ من فاعل " انْقَلبوا " ، والضمير في " انقلبوا " يجوز أن يعودَ على قومِ فرعون ، وعلى السَّحَرة إذا جعلنا الانقلابَ قبل إيمان السحرة ، أو جعلنا انقلبوا بمعنى صاروا ، كما فسَّره الزمخشري ، أي : " صاروا أَذِلاَّء مَبْهوتين متحيِّرين " ويجوز أَنْ يعودَ عليهم دون السَّحَرة إذا كان ذلك بعد إيمانهم ، ولم يُجعل " انقلبوا " بمعنى صاروا ، لأنَّ الله لا يَصِفُهم بالصَّغار بعد إيمانهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.