قوله تعالى : { قَالْواْ إِنَّ لَنَا } : في هذه الجملة وجهان ، أظهرهما : أنها لامحلَّ لها من الإِعراب لأنها استئنافُ جوابٍ لسؤال مقدر ، ولذلك لم تُعْطَفْ بالفاء على ما قبلها . قال الزمخشري : " فإن قلت : هلاقيل : وجاء السحرة فرعون فقالوا . قلت : هو على تقدير سائل سأل : ما قالوا إذ جاؤوه ؟ فأُجيب بقوله : قالوا أإن لنا لأجراً " ، وهذا قد سبقه إليه الواحدي ، إلا أنه قال : " ولم يقل فقالوا ، لأن المعنى لما جاؤوا قالوا ، فلم يَصِحَّ دخولُ الفاءِ على هذا الوجه " . والوجه الثاني : أنها في محلِّ نصبٍ على الحال من فاعل " جاؤوا " قاله الحوفي .
وقرأ الحَرَمِيَّان وحفص عن عاصم " إنَّ " بهمزة واحدة ، والباقون بهمزتين على الاستفهام . وهم على أصولهم في التحقيق والتسهيل وإدخال ألفٍ بينهما وعدمِه . فقراءةُ الحَرَمِيَّيْن على الإِخبار ، وجوَّز الفارسي أن تكونَ على نية الاستفهام يدل عليه قراءة الباقين ، وجَعَلوا ذلك مثلَ قولِه تعالى : { وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ } [ الشعراء : 22 ] وقولِ الشاعر :
أفرحُ أَنْ أُرْزَأَ الكرام وأنْ *** . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . *** . . . . . . . . . . . . وذو الشيب يلعبُ
وقد تقدم تحقيق هذا وأنه مذهب أبي الحسن . ونكَّر " أجراً " للتعظيم . قال الزمخشري : " كقولهم : إنَّ له لإِبلاً وإن له لغنماً " .
قوله : { إِن كُنَّا } شرطٌ جوابُه محذوفٌ للدلالة عليه عند الجمهور ، أو ما تقدَّم عندَنْ يُجيز تقديمَ جوابِ الشرط عليه . و " نحن " يجوز فيه أن يكونَ تأكيداً للضمير المرفوع ، وأن يكون فَصْلاً فلا محلَّ له عند البصريين ، ومحلُّه الرفعُ عند الكسائي ، والنصب عند الفراء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.