قوله تعالى : { إِمَّآ أَن تُلْقِيَ } : " إمَّا " هنا للتخيير ، ويُطْلق عليها حرفُ عطف مجازاً . وفي محل " أَنْ تلقي وإما أَنْ نكون " ثلاثة أوجه ، أحدها النصبُ بفعلٍ مقدر أي : افعل إمَّا إلقائك وإمَّا إلقاءنا ، كذا قدَّره الشيخ . وفيه نظر لأنه لا يَفْعَلُ إلقاءهم فينبغي أن يُقَدِّر فعلاً لائقاً بذلك وهو اختر أي : اختر إمَّا إلقاءك وإمَّا إلقاءنا . وقدَّره مكي وأبو البقاء ، فقالا : " إمَّا أن تفعل الإِلقاء " قال مكي : " كقوله :
قالوا الركوبَ فقلنا تلك عادتنا *** . . . . . . . . . . . . . . .
إلا أنه جَعَلَ النصبَ مذهبَ الكوفيين . الثاني : الرفع على خبرِ ابتداءٍ مضمر تقديرُه : أَمْرُك إمَّا إلقاؤك وإمَّا إلقاؤُنا . الثالث : أن يكون مبتدأً خبرُه محذوفٌ تقديرُه : إمَّا إلقاؤك مبدوءٌ به ، وإمَّا إلقاؤنا مبدوءٌ به ، وإنما أتى هنا ب " أَنْ " المصدرية قبل الفعل بخلاف قوله تعالى : { وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ } [ التوبة : 106 ] لأنَّ " أَنْ " وما بعدها هنا : إمَّا مفعولٌ وإمَّا مبتدأٌ ، والمفعولُ به والمبتدأ لا يكونان فعلاً صريحاً ، بل لا بد أن ينضمَّ إليه حرفٌ مصدري يجعله في تأويل اسم ، وأمَّا آيةُ التوبة فالفعلُ بعد " إمَّا " : إمَّا خبرٌ ثان ل آخرون ، وإمَّا صفةٌ له ، والخبرُ والصفةُ يقعان جملةً فعليةً مِنْ غير حرف مصدري .
وحُذِف مفعولُ الإِلقاء للعلم بهِ والتقدير : إمَّا أَن تُلْقيَ حبالَكَ وعِصِيَّك ، لأنهم كانوا يعتقدون أن يفعل كفِعْلهم أو نلقي حبالَنا وعِصِيَّنا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.