الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{لَأُقَطِّعَنَّ أَيۡدِيَكُمۡ وَأَرۡجُلَكُم مِّنۡ خِلَٰفٖ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمۡ أَجۡمَعِينَ} (124)

{ لأُقَطِّعَنَّ } جاء به في جملةٍ قَسَمية تأكيداً لما يفعله . وقرأ مجاهد بن جبر وحميد المكي وابن محيصن : " لأقْطَعَنَّ " مخففاً مِنْ قَطَعَ الثلاثي ، وكذا : " ولأَصْلُبَنَّكُمْ " من صلب الثلاثي ، ورُوي ضمُّ اللام وكسرُها ، وهما لغتان في المضارع يقال : صَلَبه يَصْلُبه ويَصْلِبه .

قوله : { مِّنْ خِلاَفٍ } يحتمل أن يكونَ المعنى : على أنه يقطع من كل شق طرفاً فيقطع اليدَ اليمنى والرِّجْل اليسرى وكذا هو في التفسير ، فيكونُ الجارُّ والمجرور في محلِّ نصبٍ على الحال كأنه قال : مختلفةً . ويُحتمل أن يكونَ المعنى : لأقطِّعَنَّ لأجل مخالفتكم إيَّاي فتكون " مِنْ " تعليليةً ، وتتعلَّق على هذا بنفس الفعلِ وهو بعيدٌ . وأجمعين تأكيد ، أي به دون " كل " وإن كان الأكثرُ سَبْقَه ب كل . وجيء هنا ب " ثم " وفي السورتين " ولأصلبنَّكم " بالواو ، لأن الواوَ صالحةٌ للمهلة فلا تَنافِيَ بين الآيات .