الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَمَا تَنقِمُ مِنَّآ إِلَّآ أَنۡ ءَامَنَّا بِـَٔايَٰتِ رَبِّنَا لَمَّا جَآءَتۡنَاۚ رَبَّنَآ أَفۡرِغۡ عَلَيۡنَا صَبۡرٗا وَتَوَفَّنَا مُسۡلِمِينَ} (126)

وقوله تعالى : { وَمَا تَنقِمُ } : قد تقدَّم أنَّ فيه لغتين وكيفيةُ تعدِّيه ب " من " ، وأنه على التضمين ، في سورة المائدة . وقوله : { إِلاَّ أَنْ آمَنَّا } يجوز أن يكونَ في محلِّ نصب مفعولاً به ، أي : ما تَعيب علينا إلا إيمانَنا . ويجوز أن يكونَ مفعولاً مِنْ أجله ، أي : ما تنال منَّا وتعذِّبنا لشيءٍ من الأشياء إلا لإِيماننا . وعلى كلا القولَيْن فهو استثناءٌ مفرغ .

قوله : { لَمَّا جَآءَتْنَا } يجوز أن تكونَ ظرفيةً كما هو رأي الفارسي وأحد قولي سيبويه . والعاملُ فيها على هذا " آمنَّا " أي : آمنَّا حين مجيء الآيات ، وأن تكونَ حرفٍ وجوب لوجوب ، وعلى هذا فلا بد لها من جوابٍ وهو محذوفٌ تقديرُه : لمَّا جاءَتْنا آمنَّا بها من غير توقُّفٍ .