غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{لَأُقَطِّعَنَّ أَيۡدِيَكُمۡ وَأَرۡجُلَكُم مِّنۡ خِلَٰفٖ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمۡ أَجۡمَعِينَ} (124)

103

{ لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف } أي كل من شق طرفاً { ثم لأصلبنكم أجمعين } واختلف المفسرون هل وقع ذلك منه أم لا . فمن قائل إنه لم يقع لأنهم سألوا ربهم أن يتوفاهم من جهته لا بهذا القتل والقطع ، ومن قائل وقع وهو الأظهر وعليه الأكثر ومنهم ابن عباس لأنه حكى عن الملأ أنهم قالوا لفرعون { أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض } [ الأعراف : 127 ] ولو أنه ترك أولئك السحرة لذكورهم أيضاً وحذروه إياهم ، لأنهم قالوا { ربنا أفرغ علينا صبراً } والصبر لا يطلب إلا عند نزول البلاء وقد يجاب عن الأول بأنهم داخلون تحت قوله { وقومه } وعن الثاني بأنهم طلبوا الصبر على الإيمان والثبات عليه وعدم الالتفات إلى وعيده . وعن قتادة : كانوا أوّل النهار كفاراً سحرة وفي آخره شهداء بررة .

/خ156