الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{فَقُلۡ هَل لَّكَ إِلَىٰٓ أَن تَزَكَّىٰ} (18)

قوله : { هَل لَّكَ } : خبرُ مبتدأ مضمرٍ . و " إلى أَنْ " متعلقٌ بذلك المبتدأ ، وهو حَذْفٌ شائعٌ . والتقدير : هل لك سبيلٌ إلى التزكية ومثله : " هل لك في الخير " يريدون : هل لك رغبةٌ في الخير . وقال الشاعر :

فهل لكمُ فيها إليَّ فإنَّني *** بَصيرٌ بما أَعْيا النِّطاسِيَّ حِذْيَما

وقال أبو البقاء : " لَمَّا كان المعنى : أَدْعوك جاء ب " إلى " . وهذا لا يُفيدُ شيئاً في الإِعراب . وقرأ نافعٌ وابنُ كثير بتشديدِ الزاي مِنْ " تَزَّكَّى " والصادِ مِنْ " تَصَّدَّى " في السورةِ تحتها . والأصلُ : تتزَكَّى وتتصَدَّى ، فالحَرَمِيَّان أدغما ، والباقون حَذَفُوا نحو : { تَنَزَّلُ } [ القدر : 4 ] . وتقدَّم الخلافُ في أيَّتِهما المحذوفةِ .