الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{فَإِذَا جَآءَتِ ٱلطَّآمَّةُ ٱلۡكُبۡرَىٰ} (34)

قوله : { فَإِذَا جَآءَتِ } : في جوابِها أوجهٌ ، أحدُها : قولُه : " فأمَّا مَنْ طغى " نحو : " إذا جاءك بنو تميم فأمَّا العاصي فَأَهِنْه ، وأمَّا الطائعُ فأكْرِمْهُ " . وقيل : محذوفٌ ، فقدَّره الزمخشري : فإنَّ الأمرَ كذلك ، أي : فإنَّ الجحيمَ مَأْواه . وقدَّره غيرُ انقسم الراؤون قسمين . وقيل : عاينوا أو علموا . وقال أبو البقاء : " العاملُ فيها جوابُها ، وهو معنى قولِه : " يومَ يتَذَكَّرَ الإِنسانُ " . والطامَّة : الدَّاهِية تَطِمُّ على غيرِها من الدَّواهي لِعَظَمِها . والطَّمُّ : الدَّفْنُ . ومنه : طَمَّ السَّيْلُ الرَّكِيَّةَ . وفي المثل : " جرى الوادي فَطمَّ على القُرى " والمرادُ بها في القرآن النخفةُ الثانيةُ لأنَّ بها يَحْصُل ذلك .