اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَقُلۡ هَل لَّكَ إِلَىٰٓ أَن تَزَكَّىٰ} (18)

قوله : { هَل لَّكَ } خبر مبتدأ مضمر .

و { إلى أَن تزكى } متعلِّق بذلك المبتدأ ، وهو حذفٌ سائغٌ ، والتقدير : هل لك سبيل إلى التزكية ، ومثله : هل لك في الخير ، تريد : هل لك رغبة في الخير ؛ قال : [ الطويل ]

5098- فَهَلْ لَكمُ فِيهَا إليَّ فإنَّنِي *** بَصِيرٌ بِمَا أعْيَا النِّطاسِيَّ حِذْيَمَا{[59276]}

وقال أبو البقاء{[59277]} : لمَّا كان المعنى : أدعوك ، جاء ب «إلى » .

وقال غيره : يقال : هل لك في كذا ، هل لك إلى كذا كما تقول : هل ترغب فيه وهل ترغب إليه ؟ .

قال الواحدي : المبتدأ محذوف في اللفظ ، مراد في المعنى ، والتقدير : هل لك إلى أن تزكَّى حاجة .

وقرأ نافع وابن كثير{[59278]} : بتشديد الزاي من «تزكَّى » والأصل تتزكى ، وكذلك «تَصدَّى » في السورة تحتها ، فالحرميان : أدغما ، والباقون : حذفوا ، نحو تنزل ، وتقدَّم الخلاف في أيتهما المحذوفة .

فصل في تفسير الآية

معنى «هَلْ لَكَ إلى أنْ تَزكَّى » أي : تُسْلِم فتطهرُ من الذُّنُوبِ .

وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - هل لك إلى أن تشهد أن لا إله إلا الله .


[59276]:البيت لأوس بن حجر ينظر ديوانه ص 111، وخزانة الأدب 4/370، 372، 373، 376، وشرح شواهد الشافية ص 116، 117، واللسان (نطس)، و(خدم)، وجمهرة اللغة ص 838، 1327، والخصائص 2/453، وشرح المفصل 3/25، وضرائر الشعر ص 167.
[59277]:ينظر: الإملاء 2/280.
[59278]:ينظر: السبعة 671، والحجة 6/374، وإعراب القراءات 2/436، وحجة القراءات 749.