فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَقُلۡ هَل لَّكَ إِلَىٰٓ أَن تَزَكَّىٰ} (18)

{ فقل هل لك أن تزكى } أي قل له بعد وصولك إليه هل لك رغبة إلى التزكي وهو التطهر من الشرك ، وأصله تتزكى ، قرأ الجمهور بالتخفيف ، وقرأ نافع وابن كثير بتشديد الزاي على إدغام التاء في الزاي .

قال أبو عمرو ابن العلاء معنى قراءة التخفيف تكون زكيا مؤمنا ، ومعنى قراءة التشديد الصدقة ، وفي الكلام مبتدأ مقدر تتعلق به إلى ، والتقدير هل لك رغبة أو توجه أو سبيل إلى التزكي ، ومثل هذا قولهم هل لك في الخير يريدون هل لك رغبة في الخير ، وقال ابن عباس : هل لك أن تقول لا إله إلا الله ، وقيل معناه هل لك أن تسلم وتصلح العمل ، أمر عليه السلام أن يخاطبه بالاستفهام الذي معناه العرض ليستدعيه بالتلطف ويستنزله بالمداراة من عتوه ، وهذا نوع تفصيل لقوله { فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى } .