البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لِرَبِّهِۦ لَكَنُودٞ} (6)

الكنود : الكفور للنعمة ، قال الشاعر :

كنود لنعماء الرجال ومن يكن *** كنوداً لنعماء الرجال يبعد

وعن ابن عباس : الكنود ، بلسان كندة وحضرموت : العاصي ؛ وبلسان ربيعة ومضر : الكفور ؛ وبلسان كنانة : البخيل السيئ الملكة ، وقاله مقاتل . وقال الكلبي مثله إلا أنه قال : وبلسان بني مالك : البخيل ، ولم يذكر وحضرموت ، ويقال : كند النعمة كنوداً . وقال أبو زبيد في البخيل :

إن تفتني فلم أطب عنك نفسا *** غير أني أمنى بدهر كنود

والظاهر أن المقسم به هو جنس العاديات ، وليست أل فيه للعهد ، والمقسم عليه : { إن الإنسان لربه لكنود } .

وفي الحديث : « الكنود يأكل وحده ويمنع رفده ويضرب عبده » وقال ابن عباس والحسن : هو الجحود لنعمة الله تعالى .

وعن الحسن أيضاً : هو اللائم لربه ، يعد السيئات وينسى الحسنات .

وقال الفضيل : هو الذي تنسيه سيئة واحدة حسنات كثيرة ، ويعامل الله على عقد عوض .

وقال عطاء : هو الذي لا يغطى في النائبات مع قومه .

وقيل : البخيل .

وقال ابن قتيبة : أرض كنود : لا تنبت شيئاً .