البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{قَالُواْ تَٱللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَٰلِكَ ٱلۡقَدِيمِ} (95)

القديم : الذي مرت عليه أعصار ، وهو أمر نسبي .

والضلال هنا لا يراد به ضد الهدى والرّشاد ، قال ابن عباس : المعنى إنك لفي خطئك ، وكان حزن يعقوب قد تجدد بقصة بنيامين ، ولذلك يقال له : ذو الحزنين .

وقال مقاتل : الشقاء والعناء .

وقال ابن جبير : الجنون ، ويعني والله أعلم غلبة المحبة .

وقيل : الهلاك والذهاب من قولهم : ضل الماء في اللبن أي : ذهب فيه .

وقيل : الحب ، ويطلق الضلال على المحبة .

وقال ابن عطية : ذلك من الجفاء الذي لا يسوغ لهم مواجهته به ، وقد تأوله بعض الناس على ذلك ، ولهذا قال قتادة : قالوا لوالدهم كلمة غليظة لم يكن ينبغي لهم أن يقولوها لوالدهم ، ولا لنبي الله صلى الله عليه وسلم .

وقال الزمخشري : لفي ذهابك عن الصواب قدماً في إفراط محبتك ليوسف ، ولهجك بذكره ، ورجاءك لقاءه ، وكان عندهم أنه قد مات .