السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{قَالُواْ تَٱللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَٰلِكَ ٱلۡقَدِيمِ} (95)

ولما ذكر يعقوب عليه السلام ذلك { قالوا } ، أي : الحاضرون عنده { تالله إنك لفي ضلالك } ، أي : حبك { القديم } ليوسف لا تنساه ولا تذهل عنه على بعد العهد ، وهو كقول إخوة يوسف : { إن أبانا لفي ضلال مبين } [ يوسف ، 8 ] وقال مقاتل : معنى الضلال هنا الشقاء ، أي : شقاء الدنيا ، والمعنى إنك لفي شقائك القديم بما تكابده من الأحزان على يوسف ، وقال الحسن : إنما خاطبوه بذلك لاعتقادهم أنّ يوسف قد مات ، فكان يعقوب في ولوعه بذكره ذاهباً عن الرشد والصواب .