فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قَالُواْ تَٱللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَٰلِكَ ٱلۡقَدِيمِ} (95)

{ قالوا } أي قال الحاضرون عنده من أهله { تالله إنك } يا يعقوب { لفي ضلالك } ذهابك { القديم } عن طريق الصواب الذي كنت عليه قديما من إفراط حبك ليوسف عليه السلام ورجاء لقائه على بعد العهد لا تنساه ولا تفتر عنه ، ولسان حال يعقوب يقول لهم :

لا يعرف الشوق إلا من يكابده *** ولا الصبابة إلا من يعانيها .

لا تعذل المشتاق في أشواقه *** حتى تكون حشاك في أحشائه .

وقيل الضلال الجنون قاله سعيد ابن جبير ، وقيل أنك في محبتك القديمة قاله مجاهد وقال ابن عباس : في خطئك القديم قالوا له ذلك لأنه لم يكن قد بلغهم قدوم البشير وكان عندهم أن يوسف قد مات وهلك .