البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَأَلۡقَوۡاْ إِلَى ٱللَّهِ يَوۡمَئِذٍ ٱلسَّلَمَۖ وَضَلَّ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ} (87)

والضمير في فألقوا إلى الله فألقوا عائد على الذين أشركوا ، قاله الأكثرون .

والسلم : الاستسلام والانقياد لحكم الله بعد الإباء والاستكبار في الدنيا ، فلم يكن لهم إذ ذاك حيلة ولا دفع .

وروى يعقوب عن أبي عمرو : السلم بإسكان اللام .

وقرأ مجاهد : بضم السين واللام .

وقيل : الضمير عائد على الذين أشركوا ، وشركائهم كلهم .

قال الكلبي : استسلموا منقادين لحكمه ، والضمير في وضلوا عائد على الذين أشركوا خاصة أي : وبطل عنهم ما كانوا يفترون من أنّ لله شركاء وأنهم ينصرونهم ويشفعون لهم حين كذبوهم وتبرأوا منهم ،