البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{فَأَخۡرَجَ لَهُمۡ عِجۡلٗا جَسَدٗا لَّهُۥ خُوَارٞ فَقَالُواْ هَٰذَآ إِلَٰهُكُمۡ وَإِلَٰهُ مُوسَىٰ فَنَسِيَ} (88)

وقيل : معنى { جسداً } شخصاً .

وقيل : لا يتغذى ، وتقدم الكلام على قوله { له خوار } في الأعراف .

والضمير في { فقالوا } لبني إسرائيل أي ضلوا حين قال كبارهم لصغارهم و { هذا } إشارة إلى العجل .

وقيل : الضمير في { فقالوا } عائد على السامري أخبر عنه بلفظ الجمع تعظيماً لجرمه .

وقيل : عليه وعلى تابعيه .

وقرأ الأعمش فنَسِيْ بسكون الياء ، والظاهر أن الضمير في { فَنَسِيَ } عائد على السامري أي { فنسي } إسلامه وإيمانه قاله ابن عباس ، أو فترك ما كان عليه من الدين قاله مكحول ، وهو كقول ابن عباس أو { فنسي } أن العجل { لا يرجع إليهم قولاً ولا يملك لهم ضراً ولا نفعاً } و { فنسي } الاستدلال على حدوث الأجسام وأن الإله لا يحل في شيء ولا يحل فيه شيء وعلى هذه الأقوال يكون { فنسي } إخباراً من الله عن السامري .

وقيل : الضمير عائد على موسى عليه السلام أي { فنسي } موسى أن يذكر لكم أن هذا إلهكم أو { فنسي } الطريق إلى ربه ، وكلا هذين القولين عن ابن عباس .

أو { فنسي } موسى إلهه عندكم وخالفه في طريق آخر قاله قتادة ، وعلى هذه الأقوال يكون من كلام السامري .