البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَإِنَّهُۥ يَتُوبُ إِلَى ٱللَّهِ مَتَابٗا} (71)

الظاهر أن { ومن تاب } أي أنشأ التوبة فإنه يتوب إلى الله أي يرجع إلى ثوابه وإحسانه .

قال ابن عطية { ومن تاب } فإنه قد تمسك بأمر وئيق .

كما تقول لمن يستحسن قوله في أمر : لقد قلت يا فلان قولاً فكذلك الآية معناها مدح المتاب ، كأنه قال : فإنه يجد الفرج والمغفرة عظيماً .

وقال الزمخشري : ومن يترك المعاصي ويندم عليها ويدخل في العمل الصالح فإن بذلك تائب إلى الله الذي يعرف حق التائبين ، ويفعل بهم ما يستوجبون ، والله يحب التوّابين ويحب المتطهرين .

وقيل : من عزم على التوبة فإنه يتوب إلى الله فليبادر إليها ويتوجه بها إلى الله .

وقيل { من تاب } من ذنوبه فإنه يتوب إلى من يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات .

وقيل : { ومن تاب } استقام على التوبة فإنه يتوب إلى الله أي فهو التائب حقاً عند الله .