اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَإِنَّهُۥ يَتُوبُ إِلَى ٱللَّهِ مَتَابٗا} (71)

قوله : { وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً } الآية . قال بعض العلماء : هذا في التوبة عن غير ما سبق ذكره في الآية الأولى من القتل والزنا ، أي : تاب من الشرك وأدى الفرائض ممن لم يقتل ولم يزن { فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى الله } يعود إليه بعد الموت «مَتَاباً » حسناً يفضل{[36744]} على غيره ممن قتل وزنا . فالتوبة الأولى وهي قوله : «وَمَنْ تَابَ » رجوعٌ عن الشرك ، والثاني رجوع إلى الله للجزاء والمكافأة{[36745]} .

وقيل : هذه التوبة أيضاً عن جميع السيئات ، ومعناه من أراد التوبة وعزم عليها فليتب لوجه الله ، فقوله : { يَتُوبُ إِلَى الله } خبر بمعنى الأمر ، أي : ليتب إلى الله{[36746]} ، وقيل : معناه وليعلم أن توبته ومصيره إلى الله{[36747]} .


[36744]:في ب: بفضل.
[36745]:انظر البغوي 6/199 – 200.
[36746]:انظر البغوي 6/200.
[36747]:المرجع السابق.