البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{أُوْلَـٰٓئِكَ يُجۡزَوۡنَ ٱلۡغُرۡفَةَ بِمَا صَبَرُواْ وَيُلَقَّوۡنَ فِيهَا تَحِيَّةٗ وَسَلَٰمًا} (75)

الغرفة : العلية وكل بناء عال فهو غرفة .

{ أولئك } إشارة إلى الموصوفين بهذه الصفات العشرة .

و { الغرفة } اسم معرف بأل فيعم أي الغرف كما جاء { وهم في الغرفات آمنون } وهي العلالي .

قال ابن عباس : وهي بيوت من زبرجد ودر وياقوت .

وقيل { الغرفة } من أسماء الجنة .

وقيل : السماء السابعة غرفة .

وقيل : هي أعلى منازل الجنة .

وقيل : المراد العلو في الدرجات والباء في { بما صبروا } للسبب .

وقيل : للبدل أي بدل صبرهم كما قال :

فليت لي بهم قوماً إذا ركبوا . . .

أي فليت لي بدلهم قوماً ولم يذكر متعلق الصبر مخصصاً ليعم جميع متعلقاته .

وقرأ الحسن وشيبة وأبو جعفر والحرميان وأبو عمرو وأبو بكر { ويُلَقّون } بضم الياء وفتح اللام والقاف مشددة .

وقرأ طلحة ومحمد اليماني وباقي السبعة بفتح الياء وسكون اللام وتخفيف القاف .

والتحية دعاء بالتعمير والسلام دعاء بالسلامة ، أي تحييهم الملائكة أو يحيي بعضهم بعضاً .

وقيل : يحيون بالتحف جمع لهم بينهم المنافع والتعظيم .