البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{يُضَٰعَفۡ لَهُ ٱلۡعَذَابُ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَيَخۡلُدۡ فِيهِۦ مُهَانًا} (69)

وقرأ نافع وابن عامر وحمزة والكسائي { يُضاعف له العذاب } مبنياً للمفعول وبألف { ويخلد } مبنياً للفاعل .

والحسن وأبو جعفر وابن كثير كذلك إلاّ أنهم شددوا العين وطرحوا الألف .

وقرأ أبو جعفر أيضاً وشيبة وطلحة بن سليمان نضعف بالنون مضمومة وكسر العين مشددة { العذاب } نصب .

وطلحة بن مصرف { يضاعف } بالياء مبنياً للفاعل { العذاب } نصب .

وقرأ طلحة بن سليمان وتخلد بتاء الخطاب على الالتفات مرفوعاً أي وتخلد أيها الكافر .

وقرأ أبو حيوة { ويُخلد } مبنياً للمفعول مشدد اللام مجزوماً .

ورويت عن أبي عمرو وعنه كذلك مخففاً .

وقرأ أبو بكر عن عاصم { يضاعف } { ويخلد } بالرفع عنهما وكذا ابن عامر والمفضل عن عاصم { يضاعف } { ويخلد } مبنياً للمفعول مرفوعاً مخففاً .

والأعمش بضم الياء مبنياً للمفعول مرفوعاً مخففاً .

والأعمش بضم الياء مبنياً للمفعول مشدداً مرفوعاً فالرفع على الاستئناف أو الحال والجزم على البدل من { يلق } .

كما قال الشاعر :

متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا *** تجد حطباً جزلاً وناراً تأججاً

والضمير في { فيه } عائد على العذاب ، والظاهر أن توبة المسلم القاتل النفس بغير حق مقبولة خلافاً لابن عباس ، وتقدم ذلك في النساء وتبديل سيئاتهم حسنات هو جعل أعمالهم بدل معاصيهم الأول طاعة ويكون ذلك سبب رحمة الله إياهم قاله ابن عباس .

وابن جبير والحسن ومجاهد وقتادة وابن زيد وردوا على من قال هو في يوم القيامة .

وقال الزجاج : السيئة بعينها لا تصير حسنة ، ولكن السيئة تُمْحَى بالتوبة وتكتب الحسنة مع التوبة ، والكافر يحبط عملة وتثبت عليه السيئات .

وتأول ابن مسيب ومكحول أن ذلك يوم القيامة وهو بمعنى كرم العفو .

وفي كتاب مسلم إن الله يبدل يوم القيامة لمن يريد المغفرة له من الموحدين بدل سيئات حسنات .

وقالا تُمحى السيئة ويثبت بدلها حسنة .

وقال القفال والقاضي : يبدل العقاب بالثواب فذكرهما وأراد ما يستحق بهما .