البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{فَكُبۡكِبُواْ فِيهَا هُمۡ وَٱلۡغَاوُۥنَ} (94)

كبكبه : قلب بعضه على بعض ، وحروفه كلها أصول عند جمهور البصريين . وقال الزمخشري : الكبكبة : تكرير الكب ، جعل التكرير في اللفظ دليلاً على التكرير في المعنى . وقال ابن عطية : كبكب مضاعف من كب ، هذا قول الجمهور ، وهو الصحيح ، لأن معناهما واحد ، والتضعيف في الفعل نحو : صر وصرصر . انتهى . وقول الزمخشري وابن عطية هو قول الزجاج ، وهو أنه يزعم أن نحو كبكبه مما يفهم المعنى بسقوط ثالثه ، هو مما ضوعف فيه الباء . وذهب الكوفيون إلى أن الثالث بدل من مثل الثاني ، فكان أصله كبب ، فأبدل من الباء الثانية كاف .

وقيل : { فكبكبوا } ، لتحقق وقوع ذلك ، وإن كان لم يقع .

والضمير في : فكبكبوا عائد على الأصنام ، أجريت مجرى من يعقل .

قال الكرماني : فكبكبوا : قذفوا فيها .

وقيل : جمعوا .

وقيل : هدروا .

وقيل : نكسوا على رؤوسهم يموج بعضهم في بعض .

وقيل : ألقوا في جهنم ينكبون مرة بعد مرة حتى يستقروا في قعرها .

{ والغاوون } : هم الكفرة الذين شملتهم الغواية .

وقيل : الضمير يعود على الكفار ، والغاوون : الشياطين .