فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَكُبۡكِبُواْ فِيهَا هُمۡ وَٱلۡغَاوُۥنَ} (94)

{ فَكُبْكِبُوا فِيهَا } أي ألقوا في جهنم على رؤوسهم . وقيل قلبوا على رؤوسهم . قيل ألقى بعضهم على بعض . وقيل جمعوا . قاله ابن عباس مأخوذ من الكبكبة وهي الجماعة قاله الهروي ، وقال النحاس هو مشتق من كوكب الشيء ، وهو معظمه ، والجماعة من الخيل كوكب وكبكبة ، وقيل دهدهوا .

وهذه المعاني متقاربة والكبكبة تكرير الكب ، وهو الإلقاء على الوجه ، جعل التكرير في اللفظ دليلا على التكرير في المعنى ، كأنه إذا ألقي في جهنم ينكب مرة إثر مرة ، حتى يستقر في قعرها . نعوذ بالله منها وأصله كببوا بباءين الأولى مشددة من حرفين فابدل من الباء الوسطى الكاف ، وقد رجح الزجاج أن المعنى طرح بعضهم على بعض ، ورجح ابن قتيبة أن المعنى القوا على رؤوسهم . وقيل انكسوا وقيل الضمير في كبكبوا لقريش .

{ هُمْ } أي الآلهة المعبودون والأصنام { وَالْغَاوُونَ } أي العابدون لهم . وقيل الجن والكافرون . وقال ابن عباس مشركو العرب والآلهة