البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{ٱللَّهُ يَبۡسُطُ ٱلرِّزۡقَ لِمَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦ وَيَقۡدِرُ لَهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ} (62)

وأتبع ذلك ببسط الرزق وضيقه ، فقال : { الله يبسط الرزق لمن يشاء } أن يبسطه ، { ويقدر } لمن يشاء أن يقدره .

والضمير في له ظاهره العود على من يشاء ، فيكون ذلك الواحد يبسط له في وقت ، ويقدر في وقت .

ويجوز أن يكون الضمير عائداً عليه في اللفظ ، والمراد لمن يشاء آخر ، فصار نظير : { وما يعمر من معمر ، ولا ينقص من عمره } أي من عمر معمر آخر .

وقولهم : عندي درهم ونصفه : أي ونصف درهم آخر ، فيكون المبسوط له الرزق غير المضيق عليه الرزق .

وقرأ علقمة الحمصي : ويقدر : بضم الياء وفتح القاف وشد الدال ، { عليم } : يعلم ما يصلح العباد وما يفسدهم .

ولما أخبر بأنهم مقرون بأن موجد العالم ، ومسخر النيرين ، ومحيي الأرض بعد موتها هو الله ، كان ذلك الإقرار ملزماً لهم أن رازق العباد إنما الله هو المتكفل به .