البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ لَنُبَوِّئَنَّهُم مِّنَ ٱلۡجَنَّةِ غُرَفٗا تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ نِعۡمَ أَجۡرُ ٱلۡعَٰمِلِينَ} (58)

وقرأ : { لنبوئنهم } ، من المباءة .

وقرأ علي ، وعبد الله ، والربيع بن خيثم ، وابن وثاب ، وطلحة ، وزيد بن علي ، وحمزة ، والكسائي : من الثواء ؛ وبوّأ يتعدى لاثنين .

قال تعالى : { تبوؤا المؤمنين مقاعد للقتال } ، وقد جاء متعدياً باللام .

قال تعالى : { وإذ بوّأنا لإبراهيم مكان البيت } والمعنى : ليجعلنّ لهم مكان مباءة ، أي مرجعاً يأوون إليه .

{ غرفاً } : أي علالي ، وأما ثوى فمعناه : أقام ، وهو فعل لازم ، فدخلت عليه همزة التعدية فصار يتعدى إلى واحد ، وقد قرىء مشدداً عدى بالتضعيف ، فانتصب غرفاً ، إما على إسقاط حرف الجر ، أي في غرف ، ثم اتسع فحذف ، وإما على تضمين الفعل معنى التبوئة ، فتعدى إلى اثنين ، أو شبه الظرف المكاني المختص بالمبهم يوصل إليه الفعل .

وروي عن ابن عامر : غرفاً ، بضم الراء .

وقرأ ابن وثاب : فنعم ، بالفاء ؛ والجمهور : بغير فاء .