اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{رَبَّنَآ ءَامَنَّا بِمَآ أَنزَلۡتَ وَٱتَّبَعۡنَا ٱلرَّسُولَ فَٱكۡتُبۡنَا مَعَ ٱلشَّـٰهِدِينَ} (53)

ولما أشهدوا عيسى على إيمانهم تضرَّعوا إلى الله ، وقالوا : { رَبَّنَآ آمَنَّا بِمَآ أَنزَلَتْ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ } عيسى { فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ } الذين شهدوا لأنبيائك بالصدق .

وقال عطاء : مع النبيين ؛ لأن كل نبي شاهد أمته ، وقد أجاب الله دعاءهم ، وجعلهم مثل الأنبياء والرسل وأحيوا الموتى كما صنع عيسى - عليه السلام- .

قال ابن عباس : مع محمد وأمته ، قال تعالى : { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً } [ البقرة : 143 ] .

وقيل : اجعلنا من تلك الفرقة الذين قرنتَ ذكرَهم بذكرِك في قولك : { شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ } [ آل عمران : 18 ] . قوله : { مَعَ الشَّاهِدِينَ } حال من مفعول { فَاكْتُبْنَا } وفي الكلام حذف ، أي : مع الشاهدين لك بالوحدانية .