البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَإِنَّ إِلۡيَاسَ لَمِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ} (123)

و { إلياس } ، قال ابن مسعود وقتادة : هو إدريس عليه السلام .

ونقلوا عن ابن مسعود ، وابن وثاب ، والأعمش ، والمنهال بن عمر ، والحكم بن عتيبة الكوفي أنهم قرأوا : وإن إدريس لمن المرسلين ، وهو محمولة عندي على تفسيره ، لأن المستفيض عن ابن مسعود أنه قرأ : { وإن إلياس } ، وأيضاً تفسيره إلياس بأنه إدريس لعله لا يصح عنه ، لأن إدريس في التاريخ المنقول كان قبل نوح .

وفي سورة الأنعام ذكر إلياس ، وأنه ذرية إبراهيم ، أو من ذرية نوح على ما يحتمله قوله تعالى : { ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلاً هدينا } { ومن ذريته داود } وذكر في جملة هذه الذرية إلياس ، وقيل : إلياس من أولاد هارون .

قال الطبري : هو إلياس بن ياسين ابن فنحاص بن العيزار بن هارون .

وقرأ الجمهور : { وإن إلياس } ، بهمزة قطع مكسورة .

وقرأ عكرمة ، والحسن : بخلاف عنهما ؛ والأعرج ، وأبو رجاء ، وابن عامر ، وابن محيصن : بوصل الألف ، فاحتمل أن يكون وصل همزة القطع ، واحتمل أن يكون اسمه ياسا ، ودخلت عليه أل ، كما دخلت على أليسع .

وفي حرف أبيّ ومصحفه : وإن إيليس ، بهمزة مكسورة ، بعدها ياء ساكنة ، بعدها لام مكسورة ، بعدها ياء ساكنة وسين مفتوحة .

وقرىء : وإن أدراس ، لغة في إدريس ، كأبراهام في إبراهيم .