البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَفَدَيۡنَٰهُ بِذِبۡحٍ عَظِيمٖ} (107)

الذبح : اسم ما يذبح ، كالرعي اسم ما يرعى .

{ وفدنياه بذبح } ، قال ابن عباس : هو الكبش الذي قربه هابيل فقبل منه ، وكان يرعى في الجنة حتى فدى به إسماعيل .

وقال أيضاً هو والحسن : فدي بوعل أهبط عليه من سرو .

وقال الجمهور : كبش أبيض أقرن أقنى ، ووصف بالعظم .

قال مجاهد : لأنه متقبل يقيناً .

وقال عمرو بن عبيد : لأنه جرت السنة به ، وصار ديناً باقياً إلى آخر الدهر .

وقال الحسن بن الفضل : لأنه كان من عند الله .

وقال أبو بكر الوراق : لأنه لم يكن عن نسل ، بل عن التكوين .

وقال ابن عباس ، وابن جبير : عظمته كونه من كباش الجنة ، رعى فيها أربعين خريفاً .

وفي قوله : { وفديناه بذبح عظيم } دليل على أن إبراهيم لم يذبح ابنه ، وقد فدي .

وقالت فرقة : وقع الذبح وقام بعد ذلك .

قال ابن عطية : وهذا كذب صراح .

وقالت فرقة : لم ير إبراهيم في منامه الإمرار بالشفرة فقط ، فظن أنه ذبح مجهز ، فنفذ لذلك .

فلما وقع الذي رآه وقع النسخ ، قال : ولا اختلاف ، فإن إبراهيم عليه السلام ، أمرّ الشفرة على حلق ابنه فلم تقطع . انتهى .

والذي دل عليه القرآن أنه { تله للجبين } فقط ، ولم يأت في حديث صحيح أنه أمرّ الشفرة على حلق ابنه .