تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِلَّآ إِبۡلِيسَ ٱسۡتَكۡبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلۡكَٰفِرِينَ} (74)

{ إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ } على قوله من يقول : إن إبليس كان من الملائكة ، فلما أبي السجود ، خذله ، ووكله إلى نفسه ، وصار كافرا ليعلم أن كل أحد ، وإن عظم قدره ، وجلت منزلته ، يحتمل خلاف ما هو فيه وضده ، وأنه متى امتحنه بأمر ، فترك أمره تكبرا أو استخفافا ، خذله ، ووكله إلى أمره ونفسه ، فصار كافرا مخذولا حقيرا ، ليكونوا أبدا على حذر وفزع إلى الله عز وجل على ما أخبر عن عظم قدر الملائكة عند الله وجليل منزلتهم عنده ، إذا خذلهم ، ووكلهم إلى أنفسهم صاروا كما صار إبليس ، والله أعلم .

ثم قوله عز وجل : { وكان من الكافرين } أي كان في علم الله أنه يكفر ، أو كان بمعنى صار من الكافرين إذ أبى السجود ، واستكبر ، كقوله عز وجل لآدم عليه السلام عليه السلام { فتكونا من الظالمين } [ البقرة : 35 ] والله أعلم .