البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{أَجَعَلَ ٱلۡأٓلِهَةَ إِلَٰهٗا وَٰحِدًاۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيۡءٌ عُجَابٞ} (5)

{ أجعل الآلهة إلهاً واحداً } ، قالوا : كيف يكون إله واحد يرزق الجميع وينظر في كل أمورهم ؟ وجعل : بمعنى صير في القول والدعوى والزعم ، وذكر عجبهم مما لا يعجب منه .

والضمير في { وعجبوا } لهم ، أي استغربوا مجيء رسول من أنفسهم .

وقرأ الجمهور : { عجاب } ، وهو بناء مبالغة ، كرجل طوال وسراع في طويل وسريع .

وقرأ علي ، والسلمي ، وعيسى ، وابن مقسم : بشم الجيم ، وقالوا : رجل كرّام وطعام طياب ، وهو أبلغ من فعال المخفف .

وقال مقاتل : عجاب لغة أزد شنوءة .

والذين قالوا : { أجعل الآلهة إلهاً واحداً } ، قال ابن عباس : صناديد قريش ، وهم ستة وعشرون .