البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَقَالُواْ رَبَّنَا عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا قَبۡلَ يَوۡمِ ٱلۡحِسَابِ} (16)

القط ، قال الفراء : الحظ والنصيب ، ومنه قيل للصك : القط ، وقال أبو عبيدة والكسائي : القط : الكتاب بالجوائز ، وقال الأعشى :

ولا الملك النعمان يوم لقيته *** بغبطته يعطي القطوط ويأفق

ويروى بأمته : أي بنعمته ، ويأفق : يصلح ، وهو في الكتاب أكثر استعمالاً .

قال أمية بن أبي الصلت :

قوم لهم ساحة أرض العراق وما *** يجبى إليهم بها والقط والعلم

ويجمع أيضاً على قططة ، وفي القليل قط وأقطاط .

{ عجّل لنا قطّنا } : نصيبنا من الجنة لنتنعم به في الدنيا .

قاله الحسن وقتادة وابن جبير .

وقال أيضاً ، ومجاهد : نصيبنا من العذاب .

وقال أبو العالية والكلبي : صحفنا بإيماننا .

وقال السدي : المعنى : أرنا منازلنا من الجنة حتى نتابعك ، وعلى كل قول ، فإنما قالوا ذلك على سبيل الاستخفاف والاستهزاء .

ومعنى { قبل يوم الحساب } : أي الذين يزعمون أنه واقع في العالم ، إذ هم كفرة لا يؤمنون بالبعث .