السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{ٱدۡخُلُوٓاْ أَبۡوَٰبَ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَاۖ فَبِئۡسَ مَثۡوَى ٱلۡمُتَكَبِّرِينَ} (76)

ولما كان السياق لذم الجدال وكان الجدال إنما يكون عن الكبر قال تعالى : { ادخلوا } أي : أيها المكذبون { أبواب جهنم } أي : الأبواب السبعة المقسومة لكم قال تعالى : { لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم } ( الحجر : 44 ) ، وسميت : جهنم لأنها تلقى صاحبها بتكبر وعبوس وتجهم { خالدين فيها } أي : مقدرين الخلود { فبئس مثوى } أي : مأوى { المتكبرين } أي : عن الحق والمخصوص بالذم محذوف أي : مثواكم ، فإن قيل : كان قياس النظم أن يقول : فبئس مدخل المتكبرين كما تقول : زرت بيت الله فنعم المزار وصليت في المسجد فنعم المصلى ؟ أجيب : بأن الدخول لا يدوم وإنما يدوم المثوى فلذلك خصه بالذم وإن كان الدخول أيضاً مذموماً .