البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{بَلۡ مَتَّعۡتُ هَـٰٓؤُلَآءِ وَءَابَآءَهُمۡ حَتَّىٰ جَآءَهُمُ ٱلۡحَقُّ وَرَسُولٞ مُّبِينٞ} (29)

وقرأ الجمهور : بل متعت ، بتاء المتكلم ، والإشارة بهؤلاء لقريش ومن كان من عقب إبراهيم عليه السلام من العرب .

لما قال : { في عقبه } ، قال تعالى : لكن متعت هؤلاء وأنعمت عليهم في كفرهم ، فليسوا ممن تعقب كلمة التوحيد فيهم .

وقرأ قتادة والأعمش : بل متعت ، بتاء الخطاب ، ورواها يعقوب عن نافع .

قال صاحب اللوامح : وهي من مناجاة إبراهيم عليه السلام ربه تعالى .

والظاهر أنه من مناجاة محمد صلى الله عليه وسلم ، أي : قال يا رب بل متعت .

وقرأ الأعمش : متعنا ، بنون العظمة ، وهي تعضد قراءة الجمهور .

{ حتى جاءهم الحق } ، وهو القرآن ؛ { ورسول مبين } ، هو محمد صلى الله عليه وسلم .

29