فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{بَلۡ مَتَّعۡتُ هَـٰٓؤُلَآءِ وَءَابَآءَهُمۡ حَتَّىٰ جَآءَهُمُ ٱلۡحَقُّ وَرَسُولٞ مُّبِينٞ} (29)

ثم ذكر سبحانه نعمته على قريش ، ومن وافقهم من الكفار المعاصرين لهم ، فقال : { بَلْ مَتَّعْتُ هَؤُلاَء وَءابَاءهُمْ } أضرب عن الكلام الأوّل إلى ذكر ما متعهم به من الأنفس والأهل والأموال وأنواع النعم ، وما متع به آباءهم ، ولم يعاجلهم بالعقوبة ، فاغترّوا بالمهلة ، وأكبوا على الشهوات { حتى جَاءهُمُ الحق } يعني القرآن { وَرَسُولٌ مُّبِينٌ } يعني محمداً صلى الله عليه وسلم ، ومعنى { مبين } ظاهر الرسالة واضحها ، أو مبين لهم ما يحتاجون إليه من أمر الدين ، فلم يجيبوه ، ولم يعملوا بما أنزل عليه .

/خ35