قوله : { بَلْ مَتَّعتُ } قرأ الجمهور مَتَّعْتُ بتاء المتكلم وقتادة ، والأعمش بفتحها للمخاطب خاطب إبراهيم أو محمد ربه بذلك . وبها قرأ نافع في رواية يَعْقُوبَ{[49778]} .
والأعمش أيضاً : بل مَتَّعْنَا بنون العظمة{[49779]} هَؤُلاَءِ وَآبَاءَهُمْ يعني أهل مكة وهم عَقِبُ إبراهيمَ يريد مشركي مكة ، ولم أعاجلهم بالعقوبة على الكفر { حتى جَاءَهُمُ الحق } وهو القرآن . وقال الضحاك : يعني الإسلام{[49780]} { وَرَسُولٌ مُبِينٌ } برسالة واضحة يبين لهم الأحكام ، وهو محمد صلى الله عليه وسلم فلم يُطيقوه وعصوا ، وكذبوا به ، وسموه ساحراً ووجه النظم أنه لما عولوا على تقليد الآباء ولم يتفكروا في الحجة اغتروا بطول الإمهال ، وإمتاع الله إياهم بنعيم الدنيا ، فأعرضوا عن الحق{[49781]} . وقال الزمخشري :
فإن قيل{[49782]} : ما وَجْهُ من قرأ : مَتَّعْتَ ، بفتح التاءِ ؟ .
قُلْنَا{[49783]} : كأن الله سبحانه وتعالى اعترض على ذاته في قوله : { وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } [ الزخرف : 28 ] فقال : بل مَتَّعْتُهُمْ بما متعتهم به من طُول العمر والسِّعة في الرزق حتى مَنَعَهُمْ{[49784]} ذلك عن كلمة التوحيد وأراد بذلك المبالغة في تعييرهم ، لأنه إذا متعهم بزيادة النعم ، وجب عليهم أن يجعلوا ذلك شيئاً في زيادة الشكر ، والثبات على التوحيد{[49785]} ، لا أن يشركوا به ويجعلوا له أنداداً ، فمثاله أن يشكو الرجل إساءةَ من أحْسٍَنَ إِليه ، ثم يقبل على نفسه ، فيقول : أنت السبب في ذلك بمعروفك وإحسانك إليه{[49786]} ويريد{[49787]} بهذا الكلام توبيخَ المسيء لا تقبيح فعل نفسه{[49788]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.