ثم ذكر سبحانه نعمته على قريش ، ومن وافقهم من الكفار المعاصرين لهم فقال : { بَلْ مَتَّعْتُ هَؤُلَاءِ وَآَبَاءَهُمْ حَتَّى جَاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ ( 29 ) }
{ بَلْ مَتَّعْتُ هَؤُلَاءِ } أي أهل مكة عقب إبراهيم { وَآَبَاءَهُمْ } أضرب سبحانه عن الكلام الأول إلى ذكر ما متعهم به من الأنفس والأهل والأموال ، والمد في الأعمار ، وأنواع النعم ، وسلامة الأبدان من البلايا والنقم ، وما متع به آباءهم ولم يعاجلهم بالعقوبة فاغتروا بالمهلة ، وانكبوا على الشهوات ، وشغلوا بالتنعم عن كلمة التوحيد ، وبطروا وتمادوا على الباطل .
{ حَتَّى جَاءَهُمُ الْحَقُّ } يعني القرآن { وَرَسُولٌ مُبِينٌ } يعني محمدا صلى الله عليه وسلم ، ظاهر الرسالة واضحها ، أو مبين لهم ما يحتاجون إليه من أمر الدين ، فلم يجيبوه ولم يعملوا بما أنزل عليه ، وفي هذه الغاية خفاء بيّنة في الكشاف وشروحه ، وهو أن ما ذكر ليس غاية للتمتيع ، إذ لا مناسبة بينهما مع أن مخالفة ما بعدها لما قبلها غير مرعي فيها .
والجواب أن المراد بالتمتيع ما هو سببه من اشتغالهم به شكر المنعم ، فكأنه قال : اشتغلوا به حتى { جاءهم الحق ورسول مبين } وهو غاية في نفس الأمر لأنه مما ينبههم ويزجرهم ، لكنهم لطغيانهم عكسوا ، فهو كقوله : { وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ } أفاده الشهاب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.