البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{نَّحۡنُ أَعۡلَمُ بِمَا يَقُولُونَۖ وَمَآ أَنتَ عَلَيۡهِم بِجَبَّارٖۖ فَذَكِّرۡ بِٱلۡقُرۡءَانِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ} (45)

{ نحن أعلم بما يقولون } : هذا وعيد محض للكفار وتهديد لهم ، وتسلية للرسول صلى الله عليه وسلم .

{ وما أنت عليهم بجبار } : بمتسلط حتى تجبرهم على الإيمان ، قاله الطبري .

وقيل : التحلم عنهم وترك الغلظة عليهم .

{ فذكر بالقرآن من يخاف وعيد } : لأن من لا يخاف الوعيد لكونه غير مصدّق بوقوعه لا يذكر ، إذ لا تنفع فيه الذكرى ، كما قال : { وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين } وختمت بقوله : { فذكر بالقرآن } ، افتتحت ب { ق والقرآن } .