البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{ذَٰلِكَ هُدَى ٱللَّهِ يَهۡدِي بِهِۦ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦۚ وَلَوۡ أَشۡرَكُواْ لَحَبِطَ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (88)

{ ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده } أي ذلك الهدى إلى الطريق المستقيم هو هدى الله ، وقال ابن عطية : ذلك إشارة إلى النعمة في قوله { واجتبيناهم } انتهى ، وفي الآية دليل على أن الهدى بمشيئة الله تعالى .

{ ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون } أي { ولو أشركوا } مع فضلهم وتقدّمهم وما رفع لهم من الدرجات لكانوا كغيرهم في حبوط أعمالهم كما قال تعالى : { لئن أشركت ليحبطن عملك } وفي قوله : { ولو أشركوا } دلالة على أن الهدى السابق هو التوحيد ونفي الشرك .