البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{ثُمَّ نُتۡبِعُهُمُ ٱلۡأٓخِرِينَ} (17)

وقرأ الجمهور : { نتبعهم } بضم العين على الاستئناف ، وهو وعد لأهل مكة .

ويقوي الاستئناف قراءة عبد الله : ثم سنتبعهم ، بسين الاستقبال ؛ والأعرج والعباس عن أبي عمرو : بإسكانها ؛ فاحتمل أن يكون معطوفاً على { نهلك } ، واحتمل أن يكون سكن تخفيفاً ، كما سكن { وما يشعركم } ، فهو استئناف .

فعلى الاستئناف يكون الأولين الأمم التي تقدمت قريشاً أجمعاً ، ويكون الآخرين من تأخر من قريش وغيرهم .

وعلى التشريك يكون الأولين قوم نوح وإبراهيم عليهما السلام ومن كان معهم ، والآخرين قوم فرعون ومن تأخر وقرب من مدة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

17