فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ثُمَّ نُتۡبِعُهُمُ ٱلۡأٓخِرِينَ} (17)

{ ثم نتبعهم الآخرين } يعني كفار مكة ومن وافقهم حين كذبوا محمدا صلى الله عليه وسلم ، قرأ الجمهور نتبعهم بالرفع على الاستئناف أي ثم نحن نتبعهم ، كذا قدره أبو البقاء ، وقال ليس بمعطوف لأن العطف يوجب أن يكون المعنى أهلكنا الأولين ثم أتبعناهم الآخرين في الهلاك ، وليس كذلك لأن إهلاك الآخرين لم يقع بعد ، ويدل على الرفع قراءة ابن مسعود { ثم سنتبعهم الآخرين } بسين التنفيس .

وقرئ بالجزم عطفا على نهلك ، قال شهاب الدين على جعل الفعل معطوفا على مجموع الجملة من قوله ألم نهلك ، والمراد بالآخرين حينئذ قوم شعيب ولوط وموسى ، وبالأولين قوم نوح وعاد وثمود .