فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{ثُمَّ نُتۡبِعُهُمُ ٱلۡأٓخِرِينَ} (17)

{ ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الأَخِرِينَ } يعني : كفار مكة ، ومن وافقهم حين كذبوا محمداً صلى الله عليه وسلم قرأ الجمهور : { نُتْبِعُهُمُ } بالرفع على الاستئناف : أي ثم نحن نتبعهم . قال أبو البقاء : ليس بمعطوف لأن العطف يوجب أن يكون المعنى : أهلكنا الأولين ثم أتبعناهم الآخرين في الإهلاك . وليس كذلك لأن إهلاك الآخرين لم يقع بعد . ويدل على الرفع قراءة ابن مسعود «ثم سنتبعهم الآخرين » وقرأ الأعرج والعباس عن أبي عمرو ونتبعهم بالجزم عطفاً على { نهلك } . قال شهاب الدين : على جعل الفعل معطوفاً على مجموع الجملة من قوله : { أَلَمْ نُهْلِكِ } .

/خ28