الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ثُمَّ نُتۡبِعُهُمُ ٱلۡأٓخِرِينَ} (17)

( ثم نتبعهم الاخرين )

يعني : قوم إبراهيم وأصحاب مدين وقوم فرعون {[72778]} ، فيكون ( نتبعهم ) على هذا مجزوما {[72779]} . والتقدير : " وألم نتبعهم الآخرين " وبه قرأ الأعرج {[72780]} .

ورد الجزم أبو حاتم لأنه تأول {[72781]} أن ( نتبعهم ) يراد به قريش ومن سلك في التكذيب طريقهم {[72782]} . فلا سبيل إلى الجزم على هذا المعنى لأنه منتظر في المعنى {[72783]} .

ولم لا تدخل على فعل معناه الاستقبال ، بل ترده إلى الماضي أبدا {[72784]} .

( وقيل ) {[72785]} : إن {[72786]} ( نتبعهم ) عطف على المعنى ، لأن معنى ( ألم نهلك ) : قد أهلكنا ) {[72787]} .


[72778]:- انظر جامع البيان 29/235.
[72779]:- انظر معاني الأخفش 2/725.
[72780]:- انظر قراءته في إعراب النحاس 5/116 والمختصر لابن خالويه: 167 حيث حكاها عن أبي عمروا أيضا، والمحتسب 2/346. والمحرر 16/200 وحكاها عن أبي عمرو أيضا، وتفسير القرطبي 19/159. وقراءة العامة: {ثم نتبعهم} بالرفع على الاستئناف. انظر تفسير القرطبي 19/159 والبحر 8/405 قال: "وهو وعد لأهل مكة، ويقوي الاستئناف قراءة عبد الله "ثم سنُتْبِعُهم" بسين الاستقبال".
[72781]:- ث: تأويل.
[72782]:- ث: طريقتهم.
[72783]:- انظر إعراب النحاس 5/116 حيث أيده.
[72784]:- انظر: المغني لابن هشام 1/307.
[72785]:- ساقط من أ.
[72786]:- أ: لان.
[72787]:- أ: أهلكناهم. والضمير "هم" كتبه الناسخ في الهامش وانظر نحو هذا الكلام في توجيه هذه القراءة عند الزجاج في معانيه 5/267 وزاد المسير 8/447-48.