البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَبُرِّزَتِ ٱلۡجَحِيمُ لِمَن يَرَىٰ} (36)

وقرأ الجمهور : { وبُرِّزت } مبني للمفعول مشدد الراء ، { لمن يرى } بياء الغيبة : أي لكل أحد ، فيشكر المؤمن نعمة الله .

وقيل : { لمن يرى } هو الكافر ؛ وعائشة وزيد بن علي وعكرمة ومالك بن دينار : مبنياً للفاعل مخففاً وبتاء ، يجوز أن يكون خطاباً للرسول صلى الله عليه وسلم ، أي لمن ترى من أهلها ، وأن يكون إخبار عن الجحيم ، فهي تاء التأنيث .

قال تعالى : { إذا رأتهم من مكان بعيد } وقال أبو نهيك وأبو السمال وهارون عن أبي عمرو : وبرزت مبنياً ومخففاً ، و { يوم يتذكر } : بدل من { فإذا } ؛ وجواب إذا ، قال الزمخشري : فإن الأمر كذلك .

وقيل : عاينوا وعلموا .

ويحتمل أن يكون التقدير : انقسم الراؤون قسمين ، والأولى أن يكون الجواب : فأما وما بعده ، كما تقول : إذا جاءك بنو تميم ، فأما العاصي فأهنه ، وأما الطائع فأكرمه .