{ وأما من خاف مقام ربه } : أي مقاماً بين يدي ربه يوم القيامة للجزاء ؛ وفي إضافة المقام إلى الرب تفخيم للمقام وتهويل عظيم واقع من النفوس موقعاً عظيماً .
قال ابن عباس : خافه عندما هم بالمعصية فانتهى عنها .
{ ونهى النفس عن الهوى } : أي عن شهوات النفس ، وأكثر استعمال الهوى فيما ليس بمحمود .
قال سهل : لا يسلم من الهوى إلا الأنبياء وبعض الصديقين .
وقال بعض الحكماء : إذا أردت الصواب فانظر هواك فخالفه .
فخالف هواها واعصها إن من يطع *** هوى نفسه تنزع به كل منزع
ومن يطع النفس اللجوجة ترده *** وترم به في مصرع أي مصرع
وقال الفضيل : أفضل الأعمال خلاف الهوى ، وهذا التفضيل هو عام في أهل الجنة وأهل النار .
وعن ابن عباس : نزل ذلك في أبي جهل ومصعب بن عمير العبدري ، رضي الله تعالى عنه .
وعنه أيضاً : { فأما من طغى } ، فهو أخ لمصعب بن عمير ، أسر فلم يشدوا وثاقه ، وأكرموه وبيتوه عندهم ؛ فلما أصبحوا حدثوا مصعباً ، فقال : ما هو لي بأخ ، شدوا أسيركم ، فإن أمه أكثر أهل البطحاء حلياً ومالاً فأوثقوه .
{ وأما من خاف مقام ربه } فمصعب بن عمير ، وقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه يوم أُحد حين تفرّق الناس عنه حتى نفذت المشاقص في جوفه ، وهي السهام .
فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم متشحطاً في دمه قال : « عند الله أحتسبك » ، وقال لأصحابه : « لقد رأيته وعليه بردان ما تعرف قيمتهما ، وإن شراك نعله من ذهب » قيل : واسم أخيه عامر .
وفي الكشاف ، وقيل : الآيتان نزلتا في أبي عزير بن عمير ومصعب بن عمير ، وقد قتل مصعب أخاه أبا عزير يوم أُحد ، ووقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه حتى نفذت المشاقص في جوفه . انتهى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.