البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{فَأَخَذَهُ ٱللَّهُ نَكَالَ ٱلۡأٓخِرَةِ وَٱلۡأُولَىٰٓ} (25)

{ فأخذه الله نكال الآخرة و الأولى } ، قال ابن عباس : الآخرة قوله : { ما علمت لكم من إله غيري }

والأولى قوله : { أنا ربكم الأعلى } .

وقيل العكس ، وكان بين قولتيه أربعون سنة .

وقال الحسن وابن زيد : نكال الآخرة بالحرق ، والأولى يعني الدنيا بالغرق .

وقال مجاهد : عذاب آخرة حياته وأولادها .

وقال أبو زرين : الأولى كفره وعصيانه ، والآخرة قوله : { أنا ربكم الأعلى } .

وقال مجاهد عبارة عن أول معاصيه ، وآخرها : أي نكل بالجميع ، وانتصب نكال على المصدر والعامل فيه { فأخذه } لأنه في معناه وعلى رأي المبرد : بإضمار فعل من لفظه ، أي نكل نكال ، والنكال بمعنى التنكيل ، كالسلام بمعنى التسليم .

وقال الزمخشري : { نكال الآخرة } هو مصدر مؤكد ، ك { وعد الله } و { صبغة الله } كأنه قيل : نكل الله به نكال الآخرة والأولى . انتهى .

والمصدر المؤكد لمضمون الجملة السابقة يقدر له عامل من معنى الجملة .