البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ شَآقُّواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥۚ وَمَن يُشَاقِقِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ} (13)

{ ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله } الإشارة إلى ما حلّ بهم من إلقاء الرعب في قلوبهم وما أصابهم من الضرب والقتل ، والكاف لخطاب الرسول أو لخطاب كل سامع أو لخطاب الكفار على سبيل الالتفات و { ذلك } مبتدأ و { بأنهم } هو الخبر والضمير عائد على الكفار وتقدّم الكلام في المشاقّة في قوله { فإنما هم في شقاق } والمشاقّة هنا مفاعلة فكأنه تعالى لما شرع شرعاً وأمر بأوامر وكذبوا بها وصدّوا تباعد ما بينهم وانفصل وانشق وعبّر المفسرون في قوله شاقّوا الله أي صاروا في شقّ غير شقّه .

{ ومن يشاقق الله ورسوله فان الله شديد العقاب } أجمعوا على الفكّ في { يشاقق } اتباعاً لخط المصحف وهي لغة الحجاز والإدغام لغة تميم كما جاء في الآية الأخرى { ومن يشاق الله } ، وقيل فيه حذف مضاف تقديره شاقّوا أولياء الله و { من } شرطية والجواب { فإن } وما بعدها والعائد على { من } محذوف أي { شديد العقاب } له وتضمن وعيداً وتهديداً وبدأهم بعذاب الدنيا من القتل والأسر والاستيلاء عليهم .