الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ شَآقُّواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥۚ وَمَن يُشَاقِقِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ} (13)

قوله : { ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله } ، إلى قوله : { سميع عليم }[ 13-17 ] .

والمعنى : هذا الفعل الذي فُعِل بهم من ضرب الأعناق وغير ذلك ، { بأنهم شاقوا الله ورسوله } ، أي : خالفوه ، كأنهم صاروا في شِقِّ آخر بمخالفتهم له{[26977]} .

{ ومن يشاقق الله ورسوله }[ 13 ] .

أي : يخالفه{[26978]} .

أجمع القراء على الإظهار ، إذ هو في الخط بقافين{[26979]} .

والإظهار{[26980]} لغة أهل الحجاز ، وغيرهم يُدغم{[26981]} ، وعليه أجمع في : " الحشر " {[26982]} .

ويحسن " الرَّومُ " {[26983]} ، في الوقف في : " الحشر " / ؛ لأن الساكن الذي حرك من أجله الثاني لازم في الوقت ، وهو " القاف " الأولى المُدغمة في الثانية ، ولا يحسن " الروم " في الوقوف[ في الأفعال ؛ لأن الساكن الذي حرك من أجله " القاف " الثانية غير لازم في الوقف{[26984]} ] وهو " اللام " من اسم الله ، جل ذكره ، فقس عليه ما كان مثله{[26985]} .


[26977]:في معاني القرآن للزجاج 2/405، {شاقوا}، جانبوا صاروا في شق غير شق المؤمنين. ومثل {شاقوا}، جانبوا وحازبوا وحاربوا، معنى حازبوا، صار هؤلاء حزبا وهؤلاء حزبا".
[26978]:هنا إيجاز يوضح بما في جامع البيان 13/433.
[26979]:المحرر الوجيز 2/509، والبحر المحيط 4/466، والدر المصون 3/405، وفي التبيان في إعراب القرآن 2/619: "...إنما لم يُدغم، لأن القاف الثانية ساكنة في الأصل، وحركتها هنا لالتقاء الساكنين، فهي غير معتد بها". قال في الرعاية لتجويد القراءة وتحقيق لفظ التلاوة 146: "وإذا تكررت "القاف" وجب التحفظ [التيقظ وقلة الغفلة، المختار / حفظ] بإظهارها، نحو: {ومن يشاقق الرسول}، [النساء آية: 114]، و:{ومن يشاقق الله}[الأنفال:13]، و{ويوم تشقق السماء}[الفرقان 26] و: {أفاق قال سبحانك}[الأعراف: 143]، و:{طرائق قددا}، [الجن:11]، وشبهه. التحفظ بإظهار ذلك واجب".
[26980]:انظر: الكشف 1/134، وما بعدها، باب في مقدمات أصول الإدغام والإظهار، ففيه فوائد جمة.
[26981]:تميم، كما في البحر المحيط 4/466، وانظر: اللهجات العربية في القراءات القرآنية 131، وما بعدها.
[26982]:في قوله تعالى: {ومن يشاقق الله}[4].
[26983]:قال في الكشف 1/122: "فـ"الروم"، إتيانك في الوقف بحركة ضعيفة غير كاملة، يسمعها الأعمى"، انظر: اللسان / روم.
[26984]:زيادة من "ر".
[26985]:انظر: الكشف 1/122، باب: علل الرَّوم والإشمام، و: 2/54.