الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ شَآقُّواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥۚ وَمَن يُشَاقِقِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ} (13)

قوله تعالى : { ذلِكَ بِأَنَّهُمْ } : مبتدأ وخبر ؟ والإِشارةُ إلى الأمر بضَرْبهم ، والخطابُ يجوز أن يكون للرسول ، ويجوز أن يكونَ للكفار ، وعلى هذا فيكونُ التفاتاً . كذا قال الشيخ وفيه نظر لوجهين أحدهما : أنه يلزمُ من ذلك خطابُ الجمع بخطاب الواحد وهو ممتنعٌ أو قليل ، وقد حُكِيَتْ لُغَيَّة . والثاني : أن بعده " بأنهم شاقُّوا " فيكون التفتَ من الغَيْبة إلى الخطاب في كلمة واحدة ، ثم رَجَع إلى الغَيْبة في الحال وهو بعيد .

قوله : { وَمَن يُشَاقِقِ اللَّهَ } " مَنْ " مبتدأ والجملة الواقعة بعدها خبرها أو الجملة الواقعة جزاءً أو مجموعهما . ومَنْ التزم عَوْدَ ضميرٍ مِنْ جملةِ الجزاء على اسم الشرط قدَّره هنا محذوفاً تقديرُه : فإنَّ الله شديدُ العقاب له . واتفق القراءُ على فَكِّ الإِدغام هنا في " يُشاقِق " لأن المصاحفَ كَتَبَتْه بقافين مفكوكَتَيْن ، وفكُّ هذا النوعِ لغةُ الحجاز ، والإِدغامُ بشروطه لغة تميم .