فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَإِذَا جَآءَتِ ٱلصَّآخَّةُ} (33)

ثم شرع سبحانه في بيان أحوال المعاد فقال : { فإذا جاءت الصاخة } يعني صيحة يوم القيامة ، وسميت صاخة لشدة صوتها لأنها تصخ الآذان أي تصمها فلا تسمع ، وقيل لأنها تصخ لها الأسماع من قولك أصاخ إلى كذا أي استمع إليه ، والأول أصح قال الخليل : الصاخة صيحة تصخ الآذان حتى تصمها لشدة وقعها ، وأصل الكلمة في اللغة مأخوذ من الصك الشديد يقال ، صخه الحجر إذا صكه به ، وقال ابن عباس : الصاخة من أسماء يوم القيامة .

قال ابن عباس الأعرابي : الصاخة التي تورث الصمم وأنها لمسمعة ، وهذا من بديع الفصاحة والفاء للدلالة على ترتيب ما بعدها على ما قبلها من فنون النعم ، وجواب { إذا } محذوف يدل عليه قوله الآتي { لكل امرئ منهم } إلخ أي فإذا جاءت الصاخة اشتغل كل أحد بنفسه .